موقع طرطوس

هل نصاب بهوس التغذية الصحية

هل نصاب بهوس التغذية الصحية

هل نصاب بهوس التغذية الصحية

” لا اتبع سوى الأغذية الطبيعية % 100 أو الاصناف المزروعة بيولوجيا…” هل هذا الطعام خال من الكولسترول ؟” ” كم سعرة حرارية في هذا الطبق ؟” . هل أتناول ما يكفي من المغذبات والفيتامينات ؟” ” لا آكل هذا الطبق ما لم تكن تركيبته متوازية … ” .

نستنتج مما ورد بأنّ بعض الناس يتبع التوصيات الغذائية بحذافيرها ونظراً للتساؤلات والشكوك المستمرة . ربما بأكثر من حذافيرها !!

لا ننسى بأنّ هذه التغذية الصحية تأمين نمط سليم متوازن والوقاية من الأمراض ولكن إذا ما باتت هي ” الهدف والغاية ” . قد تتحول من وقاية أو علاج إلى مرض .. هوس بمعنى آخر !موقع طرطوس

لا فرق بين قلة الشهوة للطعام ،النُهام وهوس الغذاء الصحي:

الأول والثاني من اضطرابات السلوك الغذائي المعروفة .أما الثالث فربما حديث المنشأ ولكنه أيضاً خلل غذائي في الواقع . هوس الغذاء الصحي أو السعي المستمر لتناول طعام صحي يندرج ضمن خانة الاضطرابات العقلية وخانة اضطرابات السلوك الغذائي الأخرى . أي بمحاذاة مرض قلة الشهوة ( (Anorexia . أو النُهام ) (Bulimia إنما وفي حالة هوس الغذاء الصحي .
لا يكن الحافز خسارة الوزن بل ضرورة تناول الطعام وفق مبادئ وإرشادات علم التغذية وبحذافيرها !موقع طرطوس
ما من وصف سريري واحد لمرض أو هوس الغذاء الصحي ، إذ يظهر كمجموعة من الأعراض والتي يكون قاسمها المشترك : البحث عن ” الكمال الغذائي”.
لحسن الحظ وعلى عكس داء قلة الشهوة للطعام . لا يهدد هذا الهوس حياة المرء على الرغم من تصنيفه بالمرضي .

هوس يؤدي إلى العزلة :
لصحيح أن رغبة تناول أطعمة صحية واتباع نمط غذائي سليم ، مبررة ومحقة تماماً. لكنها تصبح مرضية وبالتالي سلبية إذا ما اجتاحت كل اهمامات الحياة اليومية . بالفعل تأثيرات ذلك على الحياة الشخصية والاجتماعية بغاية الأهمية !

هل تعلمون مثلا بأن أصحاب هذا الهوس ينتهون في اسوأ الأحوال بتجنب مشاركة غيرهم الوجبات و / أو يحاولون إقناع محيطهم بصحة سلوكهم هذا ؟ هم يكرسون معظم وقتهم للبحث عن الأطعمة ” الصحية “.موقع طرطوس

اختيارها ، حفظها ،وبعدها . تنظيم كيفية استهلاكها .حبذا لو نكتفي بهذا ولكن كل هذه التصرفات تستلزم ” ترسانة” من القيود والنواهي تؤثر في طبيعة طرق وأنماط الوجبات . ما يؤدي بدوره إلى ” تقلص” الحياة الاجتماعية بشكل كبير .والأغرب ؟ كلما كانت الحمية الغذائية صارمة .معقدة ومتعبة . تعلق الشخص بها أكثر فأكثر .

في الواقع ، التصرفات الغذائية ” القصوى” متنوعة ومتواترة ، على سبيل المثال : توصلت إحدى المريضات إلى الاغتذاء بالسكر الأبيض ولحم الخروف فقط لا غير في حين عمد مريض آخر إلى تجزئة وجباته إلى 12 حصة من صنف طعام واحد . قد يلجأ المريض إلى جميع الأفكار المورثة ( حتى ولو خاطئة): هناك من يؤيد استهلاك الخضار كاملة أي يتجنب الخضار المقطعة هنا أيضاً دعاة ” الماكروبيوتيك” . هناك الذين لا يأكلون سوى الخضار الموسمية المقطوفة محلياً أو التي أخرجت للتو من التراب ( منذ أقل من ربع ساعة ) .موقع طرطوس

بعضهم يتناول السمك ويمتنع عن البيض . أو يختار بعض الخضار دون أخرى . بعضهم يأكل هذا الصنف . مرات عدة في اليوم . في تلك الساعة وبتلك الطريقة .. بعضهم يمضغ الطعام 50 مرة قبل ابتلاعه ..
مهما كان الأمر يبقى القاسم المشترك بين هؤلاء : الأهمية التي تتخذها هذه القواعد الغذائية في حياة الشخص .

المتوتر القلق أكثر عرضة للهوس الغذائي:

هل تعلمون بأن بعض الأطباع أكثر عرضة لالتقاط ” عدوى التغذية الصحية ” ؟ مثلاً : صاحب الشخصية القلقة المتوترة و / أو الساعي إلى الكمال والمثالية . أكثر عرضة للمعاناة من هوس التغذية الصحية : يبدو بأن نمط الحياة الصارم النظامي والحمية الدقيقة القواعد . بمثابة دواء مزيل للقلق لدى هذا النوع من الأشخاص : ” أن نأكل جيداً يمنح صورة إيجابية عن الذات مراقبة ما نأكل بمثابة طريقة  للتحكم بما نحن عليه ! النظام الغذائي السليم الدقيق والبحث المستمر عن الطعام المناسب يشعران هؤلاء بإمكانية بلوغ درجة عالية من الصفاء . على أي حال . يشعر الشخص بالذنب لدى خرقه القواعد التي فرضها على نفسه عندها. سوف يعاقب نفسه عبر قيود ونواه صارمة أكثر فأكثر.موقع طرطوس

” كل ما زاد بالمعنى نقص”:

على الأرجح . الأزمات الصحية الأخيرة خلفت مخاوف عديدة .ما شجع ظهور هذا الاضطراب الجديد في السلوك الغذائي وكذلك فعلت السياسات الغذائية الناشطة والتي ركزت للغاية على أهمية الرسائل الغذائية البرامج الخاصة بالتعذية مبدأ الاحتياطات الصحية . يقودان إلى تمرير عدة رسائل متنوعة وأحياناً غير مترابطة في ما بينها .وهذا وضع يؤثر سلباً على الأشخاص الأكثر عرضة وحساسية . لا يتحدث الأطباء فقط عن منافع التغذية الصحية بل وأيضاً مسوقو الصناعات الزراعية الغذائية .حتى أن بعض الرسائل توهم بأنّ تناول هذا الصنف أو ذلك يضمن الصحة الجيدة !موقع طرطوس

بالمقابل . كثرة القوانين المنظمة وإجراءات المراقبة لتجنب أو إزالة مشكلة صحية محتملة قد تؤذ أو تقلق المستهلك عوضاً عن طمأنته !
في الواقع هي تؤكد وجود الخطر الغذائي حقاً ! ما يولد لدى البعض ارتيابات حول تركيبة الأطعمة ويحثه على مراقبة مصادرها .. الخوف من المبيدات المواد الاصطناعية المضافة الأغذية المعدلة جينياً .

جنون البقر و انفلونرا الطيور , والخنازير . يجسد هذه الظاهرة تماماً ! سوف يحاول المصاب بالهوس مراقبة كل ما يأكله بنفسه إذ يعتبر مراقبة السلطات المختصة غير كافية من جهة أخرى وإثر تراجع العادات الغذائية التقليدية المكتسبة في الطفولة المنقولة من جيل إلى آخر . يجد المريض  ملاذه في سلسلة من القواعد التي يمليها على نفسه كقواعد بديلة .موقع طرطوس
إذاً هوس الغذاء الصحي يعطي معنى للالتماسات الغذائية العديدة وهو ينتج عن رغبة تنظيم عرض الاستهلاك الفوضوي والغزير.

كيف نعالج هوس الغذاء الصحي ؟:

الأطباء هم أول المعنيين في كشف هذه الاضطرابات الغذائية . فهم قادرون على تشخيص حالة الهوس الغذائي وبالتالي ، اتباع سلوك مناسب حيال هذا الاضطراب الهوسي الجديد . لتوضيح الوضع وتسهيل التشخيص قد اقترح الأطباء الاميركيين اختباراً يتضمن 10 أسئلة بسيطة تطرح على المريض:
1 – هل تمضي أكثر من 3 ساعات في اليوم وأنت تفكر في نظامك الغذائي ؟
-2 هل تخطط مسبقاً لوجباتك ؟
-3 هل القيمة الغذائية برأيك أهم منها متعة التلذذ بالطبق ؟
-4 هل تراجعت نوعية حياتك في حين تقدمت نوعية طعامك ؟موقع طرطوس
-5 هل أصبحت أكثر صرامة وتطلباً مع نفسك ؟
-6 هل تزيد إرادتك بتناول الطعام الصحي . من احترامك لذاتك ؟
-7 هل امتنعت عن أصناف كنت تهواها لاستبدالها بأصناف ” صحية” ؟
-8 هل يعيق نظامك الغذائي حياتك الاجتماعية ( نزهات حفلات…) ويبعدك عن الأهل والأصدقاء؟
-9 هل تشعر بالذنب إذا ما انحرفت عن نظامك الغذائي ؟موقع طرطوس
-10 هل تشعر بالراحة والرضى وبأنك تتحكم بانفعالاتك أكثر عندما تتناول أطعمة صحية ؟

حالياً ما يستشير صاحب الهوس هذا . العديد من خبراء علم التغذية لارضاء نزعته إلى الكمال وهاجس تناول الاطعمة الصحية لديه . للأسف أحياناً . يغذي هؤلاء أو حتى يضاعفون هذا الاضطراب السلوكي عبر إملاء نصائح وارشادات غير مناسبة أو متناقضة أو عبر عجزهم عن تشخيص المشكلة :

في الواقع طلب النوعية والتي يضخمها المجتمع للغاية ، لا يعتبر مفرطاً أو مرضياً على الدوام . بالتالي ، قد يكتشف الطبيب حالة نهام أو قلة شهوة أسهل منها حالة هوس غذائي.
في الواقع الحلّ الصحيح يستهل عبر إزالة الذنب من فعل الأكل أو الاغتذاء معاودة التحدث عن متعة الأكل ودور الأكل الاجتماعي . التوازن الغذائي مربوطة قبل كل شيء بالتنوع وذلك بلا الإمتناع عن بعض أصناف الأطعمة .موقع طرطوس

يجب ألا تتحّول التغذية الصحية إلى هوس ” الكل الصحي” بل يجب أن تمارس تأثيرات إيجابية ونافعة على صحة الجسد والذهن بلا استثناء متعة الحياة والمشاركة .

Exit mobile version