لأول مرة أثبت العلماء أن الريبوز أو السكر الخماسي يمكن أن يتكون في جسم المذنب ما يعزز فرضية أن الحياة على الأرض قد جاءت إليها من الفضاء.
فقد سبق أن اكتشفت مكونات الأحماض النووية وهي الأحماض الأمينية ومكونات البروتين وعدد من القواعد النيتروجينية في الأحجار النيزكية والمذنبات الاصطناعية المنتجة في ظروف المختبر. لكن الريبوز وهو المكون الأساسي للحمض النووي الريبوزي أو ما يسمى “رنا” RNA لم يسبق أن عثر عليه في مواد من أصل فضائي.
ونجح فريق علماء من جامعة صوفيا انتيبوليس للكيمياء بمدينة نيس الفرنسية من خلال نمذجة تطور الجليد بين النجوم والذي تتشكل منه المذنبات في التوصل إلى الريبوز الذي وفقا للمعطيات العلمية الأخيرة يستحيل إنتاجه في ظروف الأرض.
والريبوز مادة عضوية تحتوي عليها جميع الكائنات الحية وبعض الفيروسات وتستخدم لبرمجة عملية إنتاج البروتين في الجسم. ويعتبر الريبوز الذي صيغته الكيميائية C₅H₁₀O₅ من الجزيئات الحيوية الأولى التي ظهرت على الأرض وهي أكثر بدائية من حمض “الديوكسي ريبونيوكليك” أو “دي ان ايه” DNA.
فقد قام الفريق بنمذجة تشكل جزيئات الغبار المغطاة بالجليد من خلال تعريضها للأشعة فوق البنفسجية. وأظهر تحليل المنتجات وجود عدد من السكريات بما فيها الريبوز.
وأوضحت كورنيليا ماينرت كبيرة الباحثين في الفريق أن تنوع السكريات وكثرتها يشيران إلى أنها تشكلت من جزيئات غاز الفورمالدهيد الذي كان قد عثر عليه سابقا في الفضاء وفي المذنبات تحديداً وهي تتكون من الميثانول والماء بكميات كبيرة.
وتؤكد المعطيات الجديدة وجود جزيئات عضوية اكتشفت في عينات أخذها مسبار الفيلة Philae بعد هبوطه بنجاح على سطح المذنب شوريموف – غيراسيمنكو في العام 2014.
وقالت: “إن عثورنا على الريبوز يضمن لنا فهما دقيقا جدا لحقيقة عملية التفاعل الكيميائية التي يمكن أن تؤدي إلى تشكل الجزيئات الحيوية في بيئة مناسبة بين الكواكب”.
ويزيد الاكتشاف الدلائل على أن المذنبات هي ناقلات محتملة للحياة إلى الكواكب فضلا عن أنه يعزز فرص العثور على الحياة في أماكن أخرى من الفضاء الكوني.