طور باحثون في جامعة “كوليدج لندن” برنامج كمبيوتر لتقليد خط اليد لأي شخص. وابتكر الباحثون خوارزمية (لوغاريتم) قادرة على فحص سمات عينة من نص مكتوب بخط اليد، ومن ثم تقليد نفس الأسلوب في كتابة أي نص آخر.
ويوجد حاليا أساليب مختلفة في برامج معالجة الكتابة (وورد) يمكنها إنتاج نصوص بأسلوب كتابة باليد موحد إلى حد ما. لكن توم هاينز وزملاءه في جامعة كوليدج لندن ابتكروا برنامجا قالوا إنه يعيد استنساخ التفاصيل غير المنتظمة لأي نص يكتبه أي شخص بيده.
وأطلقوا على نظامهم الجديد اسم (نصي بخط يدك) My Text In Your Handwriting، وجربوه على نصوص مكتوبة بخط يد شخصيات مشهورة تاريخيا مثل الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن والكاتب الإنجليزي آرثر كونان دويل مؤلف شخصية المحقق شرلوك هولمز.
ورغم أن كونان دويل لم يكتب قط بيده “في البداية، عزيزي واطسون…”، فإن فريق الباحثين نجح في كتابة هذه العبارة بنفس خط يده من خلال تقليده باستخدام الكمبيوتر.
كتابة يدوية
وَضَعْتُ توم هاينز أمام تحدي صعب بشكل فريد. فخط يدي سيء دائما. وأكتب بشكل فوضوي متعجل، إذ تعاني أسرتي لفهم ما أكتب. وقدمت لتوم نصا كتبته على ورقة بقلم حبر وهو أقل دقة في كشف التفاصيل، إذ أن برامج الكتابة اليدوية الأخرى تعتمد على الكتابة بقلم على الشاشة مباشرة.
وبدأ توم المعالجة باستخدام برنامج يميز كل حرف وعلامة ترقيم، ويحلل ببعض التفصيل كيف كتبتها. وكنت في بعض الحالات أضع نقطة فوق حرف آي i، وأحيانا كنت اتجاهلها. وعندما اكتمل التحليل، أدخله إلى الخوارزمية ثم كتب كلمة “مرحبا” في مربع. وبجانب الكلمة التي كتبها ظهرت كلمة “مرحبا” أخرى. وأعترف أنها كانت قريبة جدا مما كتبته بخط يدي على عجل. وعندها حاولنا التجربة مع جملة كاملة، ومرة أخرى لابد لي من الإقرار بأن نتيجة الكتابة كانت تشبه الكتابة السيئة التي أكتبها.
هذا البرنامج ذكي، ولكن ما هي الاستخدامات العملية لخوارزمية خط اليد هذه؟
أحد الأمثلة سيكون في البنوك عندما يرسل البنك للعملاء وثائق حساسة أو بطاقات ائتمانية جديدة ويريد إخفاء الرسائل بحيث تبدو وكأنها رسائل شخصية مكتوبة بخط اليد.
وكشف لي الباحثون عن ثلاث رسائل بخط اليد، واحدة منها مكتوبة بالكمبيوتر واثنتان بخط اليد، وعانيت كثيرا لمعرفة أيهما مكتوبة بالكمبيوتر:
وهناك استخدام تجاري آخر محتمل، وهو الرسائل الشخصية المرسلة برفقة الزهور أو الهدايا التي تنقلها شركات التوصيل، إذ ستكون كتابة عبارة “عيد ميلاد سعيد” بخط يد “حقيقي” على البطاقة أفضل من العبارة المطبوعة بالفعل.
ربما تعتقد أن الاستخدام المحتمل الآخر سيكون من جانب المجرمين في محاولة للتوصل إلى توقيعك. وهو أمر صعب بحسب الباحثين لأن الفحص الدقيق باستخدام المجهر ما يزال قادرا على كشف الكتابة بخط يد الإنسان والأخرى المكتوبة بالكمبيوتر.
BBC