موقع طرطوس

هل يوجد قاموس للغة الشمبانزي ؟

كيف يتخاطب الشمبنزي ؟

اعتقد العلماء في الماضي أن الشمبنزي وهو نوع من القرود عندما يتخاطب يلجأ أفراده إلى العديد من الصرخات حركات الوجه والجسم . وكذلك اعتقد الباحثون أنه من المستحيل أن يعكس هذا الحيوان انطباعاته عن العالم الخارجي ، أو أن يعدل الحركات التي يستعملها عادة ليعبر عن مشاعر وحالات جديدة بالنسبة إليه . إنما أدت الأبحاث العديدة التي أجراها البروفسور ” منزل” إلى تعديل وجهة النظر هذه . كان من السائد أن الشمبزي يتحلى بالقدرة على التفكير ذلك لأن الإنسان استطاع أحياناً أن يلقنه الحركات التي يتبعها الخرس والصمم للمخاطبة .. . غير أن جميع الفئات اللابشرية تتمتع بوسائل عدة غير التفكير لتؤمن الاتصال بين مختلف أفرادها .

وجماعة الشمبنزي لا تختلف عن تلك الفئات ، فهي أيضاً تستعمل ” لغة” ،ولكن من الصعب تحديدها . ذلك لأنها كناية عن مجموعة حركات وأصوات لا تعني معناها حسب الظروف . ولغة الشمبنزي تختلف تماما عن لغة النحل مثلا التي اكتشفها ” فوش فريش” لغة النحل كناية عن رقصات دائرية لها معان معينة ).

كيف جرى الاختبار؟

لاشك في أن تصرف الحيوان عامة يخضع للبيئة التي يعيش فيها . لهذا السبب أجرى البروفسور ” منزل” تجاربه في حقل كبير شبيه بالأدغال ( حيث يعيش القرود) ، وأطلق فيه شمبنزي لمدة سنة كاملة ليتيح لها فرصة التعرف والاندماج .وقد لاحظ أثناء هذا الوقت أنها على هامش حركاتها وصرخاتها تلجأ إلى طرق خفية للمخاطبة .

لقد اختار ” منزل ” من بين جماعة الشمبزي واحداً فقط ،  وساقة إلى مكان بعيد ومنزو ليريه بعض الثمار المطمورة بين الأعشاب ، ولما عاد الشمبنزي إلى عند رفاقه، قام بواسطة مجموعة حركات وأصوات بإرشادهم إلى المكان الذي وضعت فيه الثمار ،  ففرحوا وركضوا نحو المكان ، وبعد قليل استبدل ” منزل” الثمار بأفعى حية ، وأعاد التجربة من جديد ، أي أنه انتقى واحداً من الشمبنزي وأوصله إلى مكان الأفعى ثم أعاده.. وكم كانت دهشة المراقب عظيمة عندما ظهرت ملامح الرعب على جماعة الشمبنزي ، فأخذوا يرمون قطعاً من الخشب نحو المكان الذي كانت فيه الأفعى ، مع العلم أن واحداً منهم فقط كان قد رآها وعلم بوجودها ، فالشمبنزي الذي انتقاه ” منزل” للتجربة هو الذي أنذر رفاقه بواسطة لغة الشمبنزي.

ولكن إذا كان البروفسور ” منزل” قد نجح في تثبيت وجود لغة للشمبنزي فهو لم يفلح في تفسير الحركات والصرخات التي يألفها هذا النوع من الحيوان هي وليدة الظروف والمناسبات ، إذ تعني تارة شيئاً معيناً وطوراً شيئاً آخر .

Exit mobile version