لا تزال فكرة بناء مستوطنات قمرية تأسر خيال العديدين، ولكن هل يمكن فعلا العيش على سطح القمر؟
ركزت بحوث استكشاف الفضاء لفترة طويلة على سطح القمر، وأرسلت العديد من وكالات الفضاء العالمية بعثات الى هناك لهذا الغرض، وفي العام 1959 صورت مركبة فضاء سوفيتية الجانب المظلم من القمر لأول مرة في تاريخ البشرية، وفي عام 1969، هبط رواد فضاء أمريكيون لأول مرة في التاريخ على سطح القمر.
وتبع ذلك ارسال عدة بعثات الى هناك، منها مركبة ناسا LRO، التي أرسلت خريطة القمر الطبوغرافية الأكثر دقة حتى الآن، والتي تغطي 98.2% من سطح القمر.
وإجمالا، تبين بيانات العديد من البعثات أنه لا مكان على سطح القمر يصلح للعيش الإنساني، على الأقل بالمقارنة مع الأرض.
فجاذبية القمر تبلغ حوالي 16% من جاذبية الارض، وأيام القمر تمتد لنحو 14 يوما أرضيا، مع متوسط درجات حرارة يصل إلى 123 درجة مئوية، وتمتد ليالي القمر لنحو 14 يوما أرضيا (بسبب دوران القمر)، مع متوسط درجة حرارة تبلغ 233 درجة مئوية تحت الصفر.
ويقول ريك إلفيك، العالم في مشروع LADEE التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والذي درس الغلاف الجوي والغبار في بيئة القمر: “المكان الوحيد الذي يمكن بناء قاعدة عليه هي المنطقة بالقرب من قطبي القمر، فهذه المناطق من المحتمل أنها تخزن كميات هائلة من المياه الجليدية، وتتمتع بمستويات منخفضة من ضوء الشمس لعدة أشهر متواصلة، وربما تصل درجات الحرارة فيها إلى صفر درجة مئوية”.
ويتابع ريك: “إلا أن المشكلة ستبقى في الطقس، فكل يوم هو مشمس هناك ولا فرصة للمطر، مع خطورة ما نعرفه باسم طقس الفضاء، الذي يتضمن جزيئات النيازك التي يمكن أن تكون كبيرة مثل كرات الغولف، علاوة على الجسيمات عالية الطاقة من التوهجات الشمسية”.
ثم يضيف: “علاوة على الخطر الآخر المتمثل في الزلازل التي يمكن أن تحدث على سطح القمر، وقد تستمر لساعات، وتصل حتى مقياس 5.5 ريختر، إلا أنها يمكن ان تدمر أي مبنى يتم تشييده على سطح القمر”.