مكتبات الجامعات الأميركية تستغني عن مئات الآلاف من الكتب المطبوعة.
قررت جامعة تكساس في اوستن الاستغناء عن حوالي900 ألف وتوزيعها على عدد من الجامعات الأميركية لتوفير المساحة اللازمة لإقامة نظام معلومات إلكتروني يقدم الخدمات ذات الصلة بالبحوث والدراسات على مدار الـ24 ساعة للكليات والأقسام في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
ويقول فريد هيث، نائب عميد قسم المكتبات بجامعة تكساس في اوستن، انه في عصر السعي الحثيث والمتواصل للحصول على المعلومات، لم تعد المكتبات مباني تقتصر على أرفف الكتب فقط. فمشروع المعلومات الإلكترونية لجامعة تكساس باوستن سيشتمل على «مواقع للبرامج»، وهي عبارة عن وحدات مزودة بأجهزة كومبيوتر يستخدمها الطلاب في كل الأوقات، وتوفير مركز للتدريب على الكومبيوتر والمساعدة الفنية والصيانة.
هذه المختبرات المزودة بموظفي مكتبات خبراء في الإنترنت وأساتذة وفنيين بدأت في التوسع والتطور في مكتبات الكليات منذ ظهورها في جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1994. ومع تسهيل الحصول على المزيد من النصوص على شبكة الإنترنت، خاصة نصوص الكتب، اتجهت المكتبات إلى سحب الكتب التي لم تعد تستخدم على نحو متكرر من أرفف المكتبات بسبب توفر نصوصها على الشبكة للطلاب والباحثين. إلا أن خبراء يرون أن اتجاه مؤسسة أكاديمية معروفة مثل جامعة تكساس باوستن إلى إخلاء مكتبتها من الكتب يعتبر خطوة مثيرة للاهتمام.
* قلق مشروع
ويعتقد هيث أن إزالة الكتب من أرفف مكتبات الجامعة أثارت دهشة البعض في الكليات وقلقا وسط موظفي المكتبات، إلا انه يرى أن لا داعي للشعور بالقلق لأن الكتب، على حد تعبيره، تعتبر «رمزا أساسيا للجهود والأعمال الفكرية والتواصل الفكري في عصرنا». وأضاف معلقا إن عملية إزالة الكتب من أرفف المكتبة تولد شعورا بفقدان شيء، لكنه أشار إلى أن هذه الكتب جرت إزالتها من مكانها السابق لكنها لا تزال داخل نظام المكتبات التابع للجامعة الذي يتألف من نحو 8 ملايين مؤلف وتزداد كل عام حوالي 100ألف كتاب. وأوضح هيث أن المراجع الأساسية، مثل المعاجم والقواميس والموسوعات، ستظل في مكانها.
وقال طلاب جرى استطلاع آرائهم حول إزالة بعض الكتب من الأرفف وإدخال العمل بنظام وحدات المعلومات الإلكترونية: إنهم سيرحبون بزيادة المساحات المخصصة لأجهزة الكومبيوتر، وقالوا إنهم يحصلون على غالبية كتبهم من مكتبة بيري ـ كاستانيدا الأكبر حجما. إلا أن آخرين قالوا إنهم يفضلون الكتب الموجودة في مكتبة طلاب البكالوريوس ويخشون أن يفقدوها.طرطوس.كوم
وتقول الطالبة جيسيكا زكريا، التي تدرس إدارة الأعمال بجامعة تكساس، إن هذه مكتبة. والمكتبة يفترض أن توفر الكتب للطلاب، مؤكدة أن لا شيء يمكن أن يحل محل الكتب. الموظفون والفنيون العاملون في مكتبة الجامعة أصيبوا بالدهشة لدى سماعهم بالخطوة التي ستتخذها الجامعة إزاء مكتبتهم. إلا أن جنيف هنري، المديرة التنفيذية لمبادرة المكتبة الرقمية بجامعة رايس في هوستون، تقول إن المكتبة ليست فقط مساحة تحفظ فيها الكتب بقدر ما هي مساحة تحفظ فيها الأفكار، وأضافت قائلة إنهم يعلمون الطلاب الآن كيفية البحث باستخدام نظام المعلومات الإلكترونية. وتقول كارول ويدج، رئيسة شركة ريتشاردسون وآبوت المعمارية التي أعادت تصميم عشرات المكتبات في مختلف الجامعات: إن المكتبات القديمة صممت معماريا لكي تستوعب الكتب والمواد المطبوعة وهذا، طبقا لوجهة نظرها، لا يواكب التقدم الهائل الذي أحرز في مجال المعلومات. وتضيف كارول: انه من النادر أن يبحث الطلاب الآن عن الكتب في الأرفف لأنهم يدخلون شبكة الإنترنت ويخرجون منها بكتاب أو قرص «دي في دي» أو أي وسيلة أخرى. ورغم تأييدها لاتجاه إعادة تصميم المكتبات معماريا لكي تناسب تقنية المعلومات الحديثة وتنويع مصادر المعلومات بدلا عن الاعتماد على الكتب وحدها، فإن كارول تعتقد أنه ليس من الوارد أن تصبح المكتبات خالية من الكتب على مدى فترة طويلة.