علماء أوروبيون يتحدثون عن مصدر جديد للطاقة النظيفة «للهواتف الجوالة»
استخدم علماء أوروبيون مرآة مقعرة قطرها 8,5 متر لتركيز ضوء الشمس على بوتقة غليان تستخدم حرارة الشمس لتحويل أوكسيد الزنك (الخارصين) إلى زنك نقي.ويخزن الزنك النقي طاقة الشمس بمثابة طاقة كامنة ثم يحررها بطريقتين مختلفتين كتيار كهربائي.
وذكر كريستيان فيكرت من معهد بول ـ شيرر السويسري، وهو المنسق الأوروبي للمشروع في ذات الوقت، أن المرآة المقعرة سخنت أوكسيد الزنك في البوتقة إلى درجة 1200 مئوية. وهذا يعني أن العلماء استخدموا الشمس كمصدر حراري في التفاعل واستخدموا قضبان الزنك الناتجة عن التفاعل في حفظ الطاقة الشمسية.
وبمعنى آخر، فقد تم اختزال اوكسيد الزنك بالحرارة لأول مرة لإنتاج «وقود معدني» يمكن استخدامه لاحقا لإنتاج التيار الكهربائي بطريقتين، تتم في الطريقة الأولى معاملة الزنك النقي (الوقود المعدني) مع الماء بهدف شطر جزيئة الماء وبالتالي الحصول على الهيدروجين. وهي تقنية الحصول على الطاقة من خلايا الوقود كما هو معروف. ويجري في الطريقة الثانية عكس التفاعل لإعادة إنتاج اوكسيد الزنك إلى جانب الحرارة الكامنة بشكل تيار كهربائي.
ونجح العلماء حتى الآن في تشغيل نموذج مصغر من «المفاعل الشمسي» في معهد بول ـ شيرر (مدينة فيلينغن/سويسرا) أنتج الكهرباء بنسبة 20% من الطاقة المقدرة له. وينتظر أن يطور الجهاز بما يؤهله لإنتاج الكهرباء بنسبة 60% من الطاقة المقدرة له. وأطلق العلماء على العملية اسم Solzink الذي يجمع اسمي الطاقة الشمسية والزنك. ويشارك فيه علماء من ألمانيا وسويسرا والسويد وفرنسا.
من ناحيته، أطلق البروفيسور الدو شتاينفيلد من جامعة زيورخ، على قضبان الزنك الحافظة للطاقة اسم «الوقود الشمسي».
وقال شتاينفيلد، الذي يترأس قسم الطاقة الشمسية في معهد بول ـ شيرر أيضا، أن التقنية الجديدة أفضل من تقنية ألواح الخلايا الضوئية من ناحية إنتاج الطاقة ومن ناحية الاستغلال الأمثل لضوء الشمس. وقدر شتاينفيلد أن حجم الطاقة المنتجة باستخدام الخلايا الضوئية (الطاقة الشمسية) لا يشكل سوى 0.01% من الطاقة المستهلكة على المستوى العالمي.
ويعد العلماء العدة هذه المرة لإعادة التجربة على نموذج كبير من «الفرن الشمسي» سيجري بناؤه في الصحراء بغية الاستفادة من شمس الصيف هناك. ويأمل العلماء الأوروبيون، من خلال تحسين هذه التقنية، في رفع إنتاج الفرن الشمسي إلى 300 كيلوواط والتوصل إلى إنتاج الكهرباء بنسبة 30% من الطاقة المقدرة له. وذكر كريستيان فيكرت أن الخطوة الثالثة ستكون في ايطاليا من أجل بناء فرن شمسي عالي التقنية ينتج الكهرباء بمعدل 5 ميغاواط. وستركز التقنية على تقليل الطاقة التي تذهب هدرا أثناء التفاعل والتي تقدر بنحو 40% من مجموع الطاقة. كما يعكف العلماء على تطوير تقنية أخرى للاستفادة أو التخلص من غاز أول اوكسيد الكربون وهو الناتج العرضي عن التفاعل.
وعن مجالات الاستفادة من الطاقة الشمسية بواسطة الزنك، قال فيكرت أن شركات إنتاج الأجهزة السمعية للذين يعانون من الصمم تخطط لاستخدامه كوقود في بطاريات منمة (صغيرة جدا). وينتظر أن تدخل التقنية عالم الكومبيوتر والهاتف النقال حال الانتهاء من تطويرها. ويقدر العلماء أن يكون استغلال الطاقة الشمسية هنا أكفأ وأرخص من طريقة الخلايا الكهرضوئية وخلايا الوقود.