قال خبير في الأمم المتحدة إن الاستخدام المتنامي للمحاصيل الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي كبديل عن البنزين هو جريمة ضد الإنسانية.
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء, جين زيكلير, إنه يخاف من أن يؤدي الإقبال على الوقود الحيوي إلى مزيد من المجاعة في العالم. وساعد النمو في إنتاج الوقود الحيوي في رفع أسعار بعض المحاصيل الزراعية إلى مستويات قياسية.
ويبدو أن ملاحظات زيكلير التي أدلى بها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك تهدف إلى لفت اهتمام العالم إلى هذه المسألة.
واشتكى زيكلير من الإقبال غير المدروس بعناية على تحويل مواد غذائية مثل الذرة والسكر إلى وقود, مما يهيئ الأرضية لحدوث كارثة.
وقال زيكلير إن تحويل الأراضي الصالحة للزراعة إلى إنتاج محاصيل يكون مصيرها إما الحرق أو إنتاج الوقود يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية. ودعا الخبير الأممي إلى حظر هذه الممارسة لمدة خمس سنوات.
ويرى زيكلير أنه في غضون هذه المدة, ستكون التكنولوجيا قد أتاحت استخدام النفايات الزراعية, مثل الأجزاء شبه المتصلبة من الذرة وأوراق الموز, لإنتاج الوقود المطلوب بدل استخدام المحاصيل الزراعية ذاتها.
وساهمت الرغبة في إيجاد بدائل أقل إضرارا بالبيئة لتحل محل البنزين, جزئيا, في نمو إنتاج الوقود الحيوي. موقع طرطوس
وكذلك, ساهم حرص الولايات المتحدة على تخفيض اعتمادها على النفط المستورد من المناطق غير المستقرة سياسيا في تزايد الطلب على الوقود الحيوي.
لكن الإقبال على الوقود الحيوي ساهم في حدوث طفرة في أسعار المواد الغذائية ولاسيما في ظل اتجاه المزارعين داخل الولايات المتحدة لاستبدال إنتاج القمح بالذرة التي تحول إلى الإيثانول.
ويُذكر أن زيكلير ليس الصوت الوحيد الذي يحذر من عواقب هذه المشكلة على وضع التغذية في العالم.
إذ عبر صندوق النقد الدولي عن مخاوفه من أن تزايد الاعتماد على الحبوب كمصدر للحصول على الوقود في العالم, يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على فقراء العالم .